الصكوك الدوليـةلحقوق الإنسـان

وثيقة أساسية تشكل جزءاً من تقارير الدول الأطراف

بالاو

[21 تشرين الأول/أكتوبر 1998]

(A) GE.00-40086

أولاً- الأرض والسكان

ألف- الأرض

المساحة

1- تتألف جمهورية بالاو من مجموعة جزر تقع في أقصى غرب جزر كارولين في ميكرونيزيا، وهي تبعد 500 ميل من كل من الفلبين غرباً وبابوا غينيا الجديدة جنوباً. وتقع غوام على بعد 810 أميال إلى شمال شرق بالاو. وتتألف بالاو من 340 جزيرة يبلغ مجموع مساحتها 188 ميلاً مربعاً. وأكبرها جزيرة بابلداوب، التي تبلغ مساحتها 129 ميلاً مربعاً. وتقع إلى شمال بابلداوب جزيرتا انغاروانغل وكايانغل المرجانيتان. ويقع إلى جنوب بابلداوب مباشرة، متصلاً بها بواسطة جسر، مجمَّع جزر كورور وميونز ومالاكال، وهي مراكز الحكومة والتجارة ويقطنها حوالي 70 في المائة من سكان بالاو الذين يعدُّون 225 17 نسمة (إحصاء عام 1995).

2- وجزيرة كورور هي المدخل لنحو 300 مـن الجـزر المكونة من الحجر الكلسي إلى الجنوب، والمعروفـة ب‍ "جزر الصخر" ذات الشهرة العالمية بما تتصف به من جمال وطابع فريد. وإلى الجنوب من هذه الجزر، ولكن على بعد ساعة واحدة، سفراً بواسطة الزورق السريع، تقع جزيرتا بيليليو وآنغور. وعلى بعد 200 إلى 300 ميل إلى أقصى الجنوب، سفراً بالسفن فقط، تقع الجزر الجنوبية الغربية، وقوامها سونسورول وهاتوهوبي وبولو آنا وميرير وهلنز ريف، وهي جزر قليلة السكان ومتميزة عرقياً.

3- ويحيط بجزر كورور وبابلداوب وبيليليو حاجز مرجاني يبلغ طوله 70 ميلاً ويصل عرضه إلى 20 ميلاً، ويشكل بحيرة ساحلية مساحتها 560 ميلاً مربعاً. أما المنطقة الاقتصادية الخالصة البحرية الأكبر فتبلغ مساحتها 830 237 ميلاً مربعاً وتحوي موارد بحرية وافرة.

المناخ

4- إن مناخ بالاو مداري بحري، حيث يبلغ متوسط درجات الحرارة 82 درجة فهرنهايت ويبلغ متوسط الرطوبة 82 في المائة؛ ولا توجد تقريباً اختلافات فصلية. ويبلغ متوسط معدل هطول الأمطار 150 بوصة في السنة، ولا توجد مواسم محددة تماماً لهطول الأمطار. وعلى الرغم من وقوع بالاو جنوب حزام الأعاصير المدارية، تهب فيها أحياناً أعاصير تلحق أضراراً بالنباتات والممتلكات.

باء- السكان

5- إن موقع بالاو الجغرافي قد وضعها على عتبة المحيط الهادئ. فعلى مر القرون، كانت موجات عديدة من المهاجرين تعبر بالاو في طريقها من القارة الآسيوية إلى جزر أوقيانوسيا المتناثرة على مساحة واسعة في المحيط الهادئ. وتلاحَظ اليوم بين أهالي بالاو الأصليين ملامح عرقية كثيرة متنوعة، بما فيها ملامح أهالي بولينيزيا ومالايا وميلانيزيا. وظهر في السنوات الأخيرة على نطاق كبير مزيج من الملامح الآسيوية والقوقازية.

6- كان يقطن بالاو في عام 1995 زهاء 225 17 نسمة، منهم 120 13 من ذوي الأصل البالاوي و105 4 من غير البالاويين (إحصاء عام 1995). ويقدَّر كذلك بأن نحو 000 7 من ذوي الأصل البالاوي مقيمون في الخارج، وبصفة رئيسية في غوام، وكومنولث جزر ماريانا الشمالية، وهاواي، وكاليفورنيا.

7- ومن بين الاتجاهات السكانية ما يلي (1) :

(أ) انخفاض معدل الخصوبة بين ذوي الأصل البالاوي، حيث لم تعد تنجب المرأة المتوسطة سوى أقل من أربعة أطفال أثناء سنواتها الإنجابية (أي أن هذا المعدل قد انخفض عنه في عام 1973، حيث كان يبلغ 7.7 من الأطفال)؛

(ب) انخفاض المعدل الطبيعي للنمو السكاني بين ذوي الأصل البالاوي: على الرغم من أن معدل النمو السنوي البالغ 1.8 في المائة ما زال أعلى كثيراً من مستويات التعويض عن المتوفين بالمولودين، فإن الهجرة إلى الخارج تعادل النمو السكاني الطبيعي، ومحصلة ذلك هو معدل نمو طفيف لدى شريحة السكان ذوي الأصل البالاوي (بلغ متوسط معدل النمو السنوي في الفترة 1990-1995 زهاء 0.6 في المائة)؛

(ج) على الرغم من تدني معدلات النمو بين شريحة السكان ذوي الأصل البالاوي، فإن المعدل السنوي الإجمالي للنمو السكاني مرتفع، حيث يبلغ 2.4 في المائة (1990-1995)؛ ويعزى ذلك إلى النمو السريع لدى شريحة السكان غير البالاويين (بلغ متوسط معدل نموهم السنوي 9.8 في المائة في 1990-1995) مما ينم عن ارتفاع الطلب على اليد العاملة الأجنبية لتشغيل اقتصاد آخذ في التوسع السريع؛

(د) في عام 1973، حين بلغ التواجد الاستعماري الأمريكي أوجه، لم تكن شريحة السكان من غير أهالي بالاو تتجاوز نسبتها 4 في المائة من مجموع عدد السكان؛ وازدادت هذه الشريحة إلى 24 في المائة بحلول عام 1995، وإلى 33 في المائة بحلول عام 1997. إن النمو السريع يُجهد الهياكل الأساسية والخدمات، بينما يعمل التكوين العرقي الآخذ في التغير على إذكاء التوترات العرقية؛

(ه‍) الغالبية العظمى من المقيمين غير البالاويين هم من أصل آسيوي (85 في المائة)، وهم عمال (80 في المائة) أو معالو العمال (10 في المائة)؛

(و) يغلب على بالاو الطابع الحضري إلى حد كبير، حيث يقطن ما يزيد عن سبعين في المائة من السكان في ولايتي كورور - آيراي المجاورتين؛ غير أنه سيتم الفروغ بحلول عام 2000 من مد طريق يطوف حول بابلداوب؛ ومن المتوقع أن يسفر ذلك عن نزوح عدد كبير من السكان من كورور إلى ولايات بابلداوب الريفية (2) .

8- ويتحدث أهالي بالاو بلغتين محليتين، هما: البالاوية، وهي لغة مجموعة الجزر الرئيسية، والسونسورولية - التوبية، وهي لغة جزر الجنوب الغربي. والإنكليزية هي لغة الحكومة والتجارة وتتحدث بها غالبية الشعب. وكثير من البالاويين الكبار السن ملمون أيضاً باليابانية.

9- أدخل الديانة المسيحية إلى بالاو مبشرون إسبانيون في السنوات المبكرة من الاتصال بأوروبا. وهناك ما يزيد عن 90 في المائة من السكان ينتمون اليوم إلى منظمات دينية، منهم الكاثوليكيون (44 في المائة من السكان)، والبروتستانتيون الإنجيليون (25 في المائة)، والموديكنغي (11 في المائة)، ومجيئيو اليوم السابع (5 في المائة)، ومجموعة من الطوائف الأصغر، وغالبيتها مسيحية (6.5 في المائة) (3) .

10- إن القرابة والنسب كانا، تقليدياً، وما زالا اليوم، إلى حد كبير، يمثلان جوهر العلاقات الاجتماعية في بالاو. فلكل بالاوي دور ومركز وسلوك محدد بناء على نسبه. وكل بالاوي يحدد هوية كل بالاوي آخر بوصفه قريباً أو غير قريب (4) .

11- والوحدة الاجتماعية الأساسية في بالاو هي جماعة تربطها صلة قربى بيولوجية سلفية واحدة قوامها الأم وأولادها. وتشكل العائلة عدداً من هذه الوحدات الأساسية المتحدرة من إمرأة محددة، وتشكل العشيرة العديد من الأسر التي تربط بينها صلة قرابة. وفي الحالات المثالية، تتألف القرية، وهي الوحدة الاجتماعية والسياسية، من عشر عشائر. ويقوم أعضاء العشيرة من الإناث ذوات المنزلة الرفيعة في العشيرة باختيار زعيم كل عشيرة، الذي يشكل، مع زعماء العشائر الأخرى، مجلس القرية. وثمة مجلس ثانٍ مستقل عن المجلس الأول، لكنه مساوٍ له، هو مجلس زعيمات العشائر. وتصنف العشائر حسب أهميتها، ويتولى زعيم العشيرة الأرفع رتبة رئاسة القرية. والرئيس ليس الحاكم الوحيد، بل عليه أن يستخدم الدبلوماسية والإقناع من أجل الحفاظ على تأييد رعاياه. وفي حال عدم الرضى على حكمه، ثمة آليات من أجل استبداله.

12- إن نظام الحكم التقليدي هذا ما زال يحتفظ اليوم بسلطة كبيرة، حيث إن القانون العرفي معترف به بمقتضى أحكام الدستور والمدونة القانونية بأنه متساوي المرجعية مع القانون المدون. ويتولى مجلس من الرؤساء، مؤلف من الرؤساء رفيعي المنزلة من كل ولاية من الولايات ال‍ 16، بإسداء المشورة لرئيس الجمهورية بشأن المسائل التقليدية والعرفية.

13- ويتحلى أهالي بالاو بدرجة عالية من روح الجماعة. فقد كانوا عادة يولدون ويعيشون ويموتون في جماعة. وكانت الجماعة هي التي تتولى اتخاذ وإنفاذ القرارات ذات الأهمية المتصلة بالفرد، فضلاً عن القرارات المتصلة بالمجتمع عموماً. وما زال أهالي بالاو يحافظون على روح جماعة قوية، تولي قيمة عالية للاحترام، والمشاطرة والتعاون، والمشاركة في الأنشطة المجتمعية، والعمل، والمسؤولية والاعتماد على الذات، والروحانية، والتواضع. غير أن التأثيرات الغربية تسفر عن توتر مستمر بين القيم المتنافسة، والمتنافرة أحياناً (5) .

ثانياً- لمحة تاريخية

14- في الحقبة التي سبقت الاتصال الأوروبي، كان البالاويون يعتقدون أن بالاو عالم فريد وكامل منغلق على نفسه يمتد إلى نقطة تتعدى الأفق قليلاً. وكانت ثقافة بالاو، بنظر أهالي بالاو السالفين، بالاوية المنشأ. فهي لم تكن مجموعة مستوردة من الممارسات بل أسلوب معيشة بالاوياً متميزاً (6) .

15- وحدث أول اتصال أوروبي مدونٍ في عام 1564، إلا أن الاتصال المتواصل لم يبدأ إلا بعد ذلك ب‍ 200 عام، أي في عام 1783، عقب غرق السفينة الإنكليزية آنتيلوب لدى اصطدامها بالحاجز المرجاني في أولونغ. ومنذ ذلك الوقت، أخذت مختلف القوى الاستعمارية - من بريطانية وفرنسية وألمانية وروسية ويابانية وأمريكية - تتنافس على السيطرة السياسية، واستمر هذا التنافس طيلة 125 عاماً. ومع أن هؤلاء الزوار الأوائل لم يقيموا تواجداً دائماً، فقد أحدثوا تغيراً هائلاً في المجتمع البالاوي من جراء إدخال الأمراض التي فتكت بمعظم السكان، وإدخال الأسلحة النارية التي عملت على احتداد المناهضة والخصومة فيما بين القرى.

16- وبدءاً بإقامة محمية إسبانية رسمياً في عام 1891، أخذ النفوذ الأجنبي يشتد؛ فاجتاحت بالاو تغيرات ثقافية جاءت بها الكنيسة والمدارس والحكومة المفروضة من الخارج. وما برح التغير في بالاو يواجَه تارة بالمقاومة وتارة بالقبول العملي. وكانت المقاومة نتيجةً للتشبث بالاعتقاد الراسخ لدى الأهالي بأن بالاو عالم فريد وقائم بذاته في هذا الكون. غير أن ما أتى به الأجانب من سلطة اجتماعية وهيبة وثروة قد حمل البالاويين، الذين يتصفون في طبيعتهم بروح التحدي، على الرضوخ للواقع (7) .

17- لم تمارس إسبانيا سوى سلطة سياسية اعتبارية أثناء فترة حكم وجيزة دامت ثمان سنوات (1891-1899) وكان إسهام إسبانيا الرئيسي في التغير الاجتماعي إدخال المسيحية.

18- وتسارعت خطى التغير أثناء الفترة الألمانية (1899-1914). فقد أنشأت ألمانيا حكومة مقيمة، وباشرت تنمية اقتصادية على نطاق واسع تقوم على إنتاج لب النارجيل وتعدين البوكسيت، وأحدثت إصلاحات اجتماعية عملت على تحوُّل المجتمع البالاوي التقليدي. والتدابير التي اتخذتها ألمانيا في مجال الصحة العامة قد عملت بشكل غير مباشر على تقويض أركان نظام الأندية القروية التقليدي - الذي كان يشكل جزءاً هاماً من عملية تربية الشباب وتطويرهم الاجتماعي. فقد أُحرق كثير من دور الأندية للحد من انتشار الأمراض السارية، لكنه لم يعاد بناؤها إلا في حالات نادرة. ويرجع السبب في ذلك جزئياً إلى أن السكان، الذين حصدتهم الأمراض الوافدة مع الأجانب، كانوا يفتقرون إلى اليد العاملة الكافية للاضطلاع بالعمل المجتمعي التقليدي. وحرمت المراسيم الألمانية الاقتتال بين القرى، وثنت عن الوشم، وحدَّت من سلطة الرؤساء في جباية الغرامات والإتاوى. ومع إقامة اقتصاد قائم على النقد الغربي بدلا من الأودود ، وهي العملة الخزفية التقليدية التي كانت متداولة في بالاو، أتيحت الفرص لمن هم أدنى مرتبة لاقتناء الثروة وما يرافقها من جاه، مما عمل على تقويض أركان السلطة المستمدة جزئياً من التلاعب بالثروة. كما أدخلت ألمانيا طلائع العمال الأجانب إلى بالاو باستقدام عمال من مناطق أخرى من ميكرونيزيا لتعويض قلة اليد العاملة في بالاو نتيجة لنزوح السكان وتناقص عددهم من جراء الأمراض.

19- وفي عام 1914، عند نشوب الحرب العالمية الأولى، قامت بارجات تابعة للأسطول الياباني بالاستيلاء عسكرياً على بالاو، إلى جانب جزر مارشال وجزر كارولين وجزر ماريانا (باستثناء غوام). وعقب الحرب، ظلت اليابان تحكم بالاو بموجب انتداب منحتها إياه عصبة الأمم، ألزمتها فيه بالعمل على "تعزيز الرفاه المادي والمعنوي والتقدم الاجتماعي لأهالي بالاو، وإلغاء الاسترقاق والاتجار بالأسلحة والمشروبات الكحولية، والامتناع عن بناء قواعد عسكرية، والسماح بحرية العبادة ونشاط البعثات الإرسالية".

20- وجاء الحكم الياباني بحقبة من التغير المضطرب. وكان الموقف الياباني من بالاو يختلف عن الموقف الألماني والموقف الإسباني، حيث كانت اليابان تعتزم إدماج بالاو بشكل دائم في الإمبراطورية اليابانية الكبرى. وكان من المقرر إعادة تكوين بالاو لتصبح على شاكلة اليابان. وتم توطين الآلاف من المستعمرين اليابانيين في بالاو تسريعاً لخطى الإدماج. وتم الأخذ بنظام رسمي، وإن كان محدوداً، لتعليم أهالي بالاو (ثلاث سنوات من التعليم الإلزامي تعقبها سنتان إضافيتان من التعليم الاختياري لأقدر الطلاب). وتسارعت خطى التنمية الاقتصادية. وأتاحت هذه التغيرات لشبان بالاو القديرين كثيراً من الفرص الجديدة للإثراء النسبي واكتساب الجاه، بمعزل عما لهم من مركز في مجتمع بالاو التقليدي.

21- وكانت بالاو مسرحاً للقتال المرير أثناء الحرب العالمية الثانية. ولم يسلم إلا النزر اليسير من الهياكل الأساسية التي كانت قائمة قبل نشوب الحرب. وعندما تولت الإدارة البحرية الأمريكية زمام الأمور في عام 1944، وجدت نفسها أمام التحدي المتمثل في تلبية الاحتياجات العاجلة لشعب على شفا مجاعة جماعية. وتعيَّن استئناف التنمية من لا شيء تقريباً.

22- وفي عام 1947، أنشأت الأمم المتحدة أول إقليم خاضع للوصاية من أقاليم جزر المحيط الهادئ، قوامه ما هو اليوم جمهوريتا بالاو وجزر مارشال، ودول ميكرونيزيا الاتحادية، وكومنولث جزر ماريانا الشمالية التابع للولايات المتحدة. وكانت السنوات الأولى من الوصاية، في ظل إدارة الولايات المتحدة، تتصف بمحدودية الموارد وخطىً إنمائية أبطأ كثيراً من تلك التي اعتاد عليها أهالي بالاو أثناء الحقبة اليابانية. ومع مطلع الستينات، تسارعت خطى التنمية، وأخذت تتسع معها ميزانيات الحكومة ومرتَّباتها وأجورها. وأُوفد الآلاف من أهالي الجزر إلى الخارج للدراسة، بينما أتيحت في الداخل رعاية صحية متزايدة التطور. وكان الهدف الضمني أن يتم العمل داخل ميكرونيزيا على إيجاد مستوى معيشي يكون معادلاً على الأقل للمستوى المعيشي الذي يتمتع به مجتمع محلي في ريف الولايات المتحدة. بيد أن خطى التنمية الاجتماعية تجاوزت خطى التنمية الاقتصادية وبات المستوى المعيشي يتخطى المستوى الذي يكون أهالي بالاو قادرين واقعياً على دفع ثمنه من الموارد المحلية.

23- وبدأت في مطلع السبعينات مفاوضات بشأن المركز السياسي للفترة اللاحقة للوصاية، وتأوجت هذه المفاوضات في الساعة الواحدة من بعد ظهر 1 تشرين الأول/أكتوبر 1994 بولادة دولة بالاو الجديدة. وبمقتضى ميثاق الرابطة الحرة، وهو بمثابة "اتفاق الاستقلال" الناظم للعلاقات بين بالاو والولايات المتحدة، تتلقى بالاو أموالاً من صندوق استئماني، كما تتلقى، طيلة 15 عاماً، دعماً لميزانيتها، يتناقص تدريجياً كل خمس سنوات على امتداد فترة ال‍ 15 عاماً. إن بالاو، وقد نالت استقلالها السياسي، تواجه الآن التحدي المتمثل في تحقيق الاستقلال الاقتصادي.

ثالثا- الحكومة والاقتصاد

الاقتصاد

24- طيلة الفترة التي كانت فيها بالاو إقليماً خاضعاً للوصاية، كانت الحكومة مهيمنة على الاقتصاد، حيث تولت توظيف معظم اليد العاملة وتوليد معظم الناتج المحلي الإجمالي بشكل مباشر أو غير مباشر. وفي السنوات الأخيرة، نمت صناعة صيد الأسماك بوصفها القطاع الاقتصادي الرائد بمعزل عن الحكومة. كما أن السياحة آخذة في التوسع السريع.

25- إن الخطة الإنمائية الرئيسية الوطنية، التي أقرها المؤتمر الوطني في مطلع عام 1998، تحدد إطاراً استراتيجياً قوامه 21 نقطة من أجل تحقيق الاستقلال الاقتصادي. هذه الاستراتيجيات مجتمعة تولي أولوية عالية لإيجاد بيئة داعمة لتنمية القطاع الخاص. وتحدد الخطة قطاعي السياحة والموارد البحرية بوصفهما القطاعين الاقتصاديين الرائدين، وتتوخى أن يكون لقطاعي الزراعة والحراجة دوران داعمان حاسمان. وإذ وُضع في الاعتبار أيضاً، عند وضع الخطة، أن التنمية تعتمد على موارد طبيعية وبشرية على السواء، فقد أوليت أولوية عالية لحماية البيئة وصون الثقافة وتنمية الموارد البشرية.

26- ويقدَّر أن الناتج المحلي الإجمالي في بالاو في عام 1992، أي قبل عقد الميثاق، بلغ 400 5 دولار للفرد الواحـد. وبعد ذلك بثلاث سنوات، عقـب وضع الميثاق موضع التنفيـذ، ازداد الناتج المحلي الإجمالي إلى ما يقدر ب‍ 900 7 دولار للفرد الواحد. والاقتصاد موجَّه إلى الخدمات (60 في المائة من مجموعه) ويهيمن عليه القطاع العام (20 في المائة من المجموع). ويُستمد التمويل من ثلاثة مصادر رئيسية للإيرادات، هي: ‘1‘ تحويل المدفوعات من الولايات المتحدة بموجب ميثاق الرابطة الحرة؛ و‘2‘ السياحة؛ و‘3‘ مصائد الأسماك. وما يدفع من أموال بمقتضى الميثاق هو أكبر مصدر بعينه من مصادر التمويل، ومن المتوقع ان يسهم بقرابة 35 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في الفترة 1994-1999. وبغية الحفاظ على مستوى الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد مع بدء تناقص مدفوعات الميثاق تدريجياً (1999) وصولاً إلى توقفها تماماً (2009)، تشدد الخطة الإنمائية الرئيسية الوطنية على الإصلاح المالي والضريبي وتنمية القطاع الخاص وتنمية الموارد البشرية، بالتلازم مع صون البيئة والثقافة (8) .

27- إن الهدف مستقبلاً، على نحو ما يرد في خطة بالاو الإنمائية الرئيسية الوطنية، هو النهوض بخطى كبيرة بنوعية حياة أهالي بالاو وأجيالهم المقبلة، وذلك عن طريق ما يلي:

(أ) زيادة معدل النمو الاقتصادي الحقيقي للفرد الواحد على أساس مستدام؛

(ب) مشاطرة منافع النمو الاقتصادي على أساس عادل؛

(ج) إثراء الثقافة البالاوية وزيادة الثقة بها، والتوعية الوطنية، وحماية البيئة الطبيعية.

الحكومة

28- إن نظام الحكم في بالاو جمهوري على نمط النظام الجمهوري للولايات المتحدة. ويرأس السلطة التنفيذية رئيس جمهورية منتخب من الشعب ونائب للرئيس يساعده سبعة وزراء يعينهم رئيس الجمهورية بموافقة المؤتمر الوطني. وتتألف السلطة التشريعية من 30 عضواً موزعين على مجلسين متكافئين. فيتضمن مجلس النواب 16 نائباً يمثل كل منهم ولاية من الولايات ال‍ 16. ويضم مجلس الشيوخ 14 عضواً يمثلون أربع مناطق (شرق بابلداوب وغربها وكورور والجزر الجنوبية). والسلطة القضائية هي السلطة المستقلة الثالثة من فروع الحكومة، وتتألف من المحكمة العليا والمحكمة الوطنية ومحكمة القانون العام والمحكمة العقارية.

29- ولكل ولاية من الولايات ال‍ 16 دستورها الخاص وحكومتها المستقلة التي يرأسها حاكم. وتتولى الولايات مسؤوليات خاصة عن حماية البيئة، وتخطيط استغلال الأراضي، والصحة والرفاه. غير أن ولاية كورور هي حالياً الولاية الوحيدة التي لها صلاحيات إدارية كبيرة مستقلة عن الصلاحيات التي تخولها الحكومة الوطنية.

الحواشي

(1)The Palau National Committee on Population and Children, "Population and Development: Toward a Palau National Policy on Sustainable Human Development", Koror, Palau, March 1997.

(2) ترد بيانات تقدير المعدلات المحتملة للهجرة من كورور إلى بابلداوب في: Palau Resources Institute, "Pathways to Change: A Social Impact Assessment of the Palau Compact Road",. Koror, August 1996.

(3)Palau Office of Planning and Statistics, "Report on the Census of Population and Housing, 1995", Koror, Palau (table 59).

(4)R. Force and M. Force, "Just One House: An Analysis of Kinship in the Palau Islands", Bishop Museum Press, Honolulu, Hawaii, 1972.

(5)Palau 2000 Task Force, "The Palau 2000 Master Plan for Educational Improvement", Ministry of Education, Koror, Palau, 30 November 1994.

(6) المرجع نفسه.

(7) المرجع نفسه.

(8) جميع المعلومات المتعلقة باقتصاد بالاو مستمدة من: Palau Office of Planning and Statistics, "Palau National Master Development Plan", March 1997 edition.