الاسم الرسمي:

جمهورية أذربيجان (Azerbaijan Respublikasi)

شكل الحكم:

جمهوري ديمقراطي دستوري علماني وحدوي، مع برلمان مؤلف من مجلس واحد (مجلس مللي)، يضم 125 نائبا

رئيس الدولة:

رئيس الجمهورية

العاصمة:

باكي (باكو)

لغة الدولة:

الآزيرية

الدين:

الدين منفصل عن الدولة وكافة الديانات متساوية أمام القانون. وهناك حالياً أكثر من 400 مجتمع مسجلة رسمياً تعمل في أذربيجان، حوالي 350 منها إسلامية. كما تمارس الكنائس الأرثوذكسية والكنس اليهودية وأمكنة العبادة للأديان الأخرى شعائرها في البلاد. وقد تم في السنوات الأخيرة تسجيل جماعات دينية غير تقليدية، من قبيل شهود يهوه، والجمعية الدولية للصحوة الكريشناوية وغيرها.

وحدة العملة:

المانات

المساحة

600 86 كيلو متر مربع

السكان (الديموغرافيا)

السكان (2001)

000 081 8

سكان المدن

500 107 4 (50.8 في المائة)

سكان الريف

500 973 3 (49.2 في المائة)

توزيع السكان بحسب الجنس (2001)

الذكور

500 954 3 (48.9 في المائة)

الإناث

500 106 4 (51.1 في المائة)

التوزيع بحسب الفئة العمرية (2001):

دون سن 15

29.8 في المائة

65 وما فوق

5.9 في المائة

التوزيع بحسب المجموعات الإثنية (1999)

أذربيجانيون

500 205 7 (90.6 في المائة)

لزجينيون

000 178 (2.2 في المائة)

روس

700 141 (1.8 في المائة)

أرمن

700 120 (1.5 في المائة)

تاليشيون

800 76 (1.0 في المائة)

أفاريون

900 50 (0.6 في المائة)

أتراك المسخيتيون

400 43 (0.5 في المائة)

ترتاريون

000 30 (0.4 في المائة)

أوكرانيون

000 29 (0.4 في المائة)

زخوريون

900 15 (0.2 في المائة)

جورجيون

100 13 (0.2 في المائة)

تاتيون

900 10 (0.1 في المائة)

يهود

900 8 (0.1 في المائة)

عوديون

200 4 (0.05 في المائة)

الجنسيات الأخرى

500 9 (0.12 في المائة)

معدل الولادات (2000):

14.8 لكل 000 1 نسمة

معدل وفيات الرضع

(حتى سن عام واحد) (2000):

12.8 لكل 000 1 ولادة حية

معدل وفيات الأمومة (معدل الوفيات في صفوف الحوامل، والنساء أثناء الولادة، النساء أثناء النفاس الناجم عن مضاعفات الحمل والولادات المتأخـرة عـن موعـدها) لكل 000 100 ولادة حية (2000):

37.6

وسطي العمر المأمول عند الولادة (2000):

71.6

الذكور

68.6

الإناث

75.1

الاقتصاد

الناتج المحلي الإجمالي

2000

566.2 23 مليار مانات (100 267 5 دولار أمريكي)

1999

875.4 11 مليار مانات (600 583 4 دولار أمريكي)

الدخل النقدي للسكان:

2000

556.8 17 مليار مانات (000 924 3 دولار أمريكي)

1999

134.4 16 مليار مانات (000 918 3 دولار أمريكي)

دخل الفرد الواحد (2000):

800 214 2 مانات (495 دولاراً أمريكيا)

التعليم

مستويات الإلمام بالقراءة والكتابة (1999):

سن 15 وما فوق

98.8 في المائة

الذكور

99.5 في المائة

الإناث

98.2 في المائة

ثانياً - النظام السياسي العام

ألف - لمحة تاريخية

2- يعتبر الباحثون أن أذربيجان تشمل "الأرض التي يسكنها اليوم الأتراك الأزيريون، وهم الشعب الذي يسكن المنطقة الممتدة بين السفوح الشمالية لجبال القوقاز وعلى امتداد بحر قزوين حتى نجود إيران" (1) . وتعد أذربيجان من أول المناطق التي استقر فيها الإنسان، مع وجود أدلة على سكنى البشر لها منذ العص ر الحجري القديم. وكانت المستوطنات التي يعمل أهلها في الزراعة وتربية الماشية متناثرة في كافة أرجاء هذه المنطقة في الألفين السابع والسادس قبل الميلاد. ويرجع تاريخ الرسوم على الصخر في غوبستان القريبة من باكو، حسب ما يفيد الباحثون، إلى نهاية الألف السابع وبداي ة الألف الثامن قبل الميلاد. ويقول المكتشف النرويجي المشهور تورهيردال، الذي قام برحلات خاصة إلى باكو في عامي 1979 و1994 لدراسة الرسوم على هذه الصخور، إنه يعتقد بأن شواطئ بحر قزوين كانت مهد الحضارة التي انتشرت فيما بعد إلى ما وراء البحر إلى الجنوب والشمال. و قد وجد هيردال ما يدعم نظريته هذه ليس في اللوحات المرسومة على الصخر في غوبستان التي تمثل زوارق مصنوعة من القصب، والتي تشبه إلى حد يلفت النظر تلك التي رسمها الفايكينغ الاسكندنافيون بعد قرون على جدران الكهوف في النرويج، علاوة على الملاحم التي سُطّرت في العصور الوسطى (2) . وتشهد الرسوم على الصخر في غوبستان لقوارب تعلوها صورة الشمس بما لا يدع مجالاً للشك على الروابط التي كانت قائمة بين المستوطنات القديمة في أذربيجان وبين الحضارة السومرية الأكادية في بلاد ما بين النهرين، التي يضم إرثها الثقافي صوراً مشابهة تماماً.

3- وتظهر علامات على نشوء المجتمعات الطبقية الأولى، في الألف الثالث وأوائل الألف الثاني قبل الميلاد وذلك مع الحضارة المدنية الأولى وبذوغ نظام الدول. وكان هذا هو العصر الذي تم فيه تشكيل التحالفات القبلية بين الأراتا والغوتيان واللولوبيت. ووفقاً لمصادر الكتاب ات المسمارية السومرية، فإن أول دولة قامت على أراضي أذربيجان التاريخية كانت دولة الأراتا، التي ظهرت في النصف الأول من الألف الثالث قبل الميلاد في المنطقة الواقعة جنوب وجنوب شرق بحيرة أورميا. وظهرت من حوالي 300 2 سنة قبل الميلاد، الدولة الثانية لأذربيجان الق ديمة في المنطقة الواقعة جنوب بحيرة أورميا - دولة اللولوبم. أما دولة الغوتيان فتشكلت فيما بعد في النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد في المنطقة الواقعة إلى غرب وجنوب غرب بحيرة أورميا. وفي عام 2175 قبل الميلاد، تغلب الغوتيان على السومريين والأكاديين وحك موهم لمائة عام تالية.

4- وشكلت دول أذربيجان القديمة التي أقامت علاقات سياسية واقتصادية وثقافية مع السومريين والآكاد جزءاً من حضارة ما بين النهرين الأوسع نطاقاً، وحكمتها سلالات من أصل تركي. وكانت الشعوب الناطقة بالتركية التي سكنت منطقة أذربيجان منذ العصور ا لقديمة، من عبدة النار وأتباع إحدى أقدم الديانات في العالم وهي الديانة الزارادشتية. أما اسم البلد في شكله الراهن فقد أخذ من المعنى الرصفي التركي "الأرض، الشعب النبيل، حماة الشعلة".

5- وعلى مدى الفترة الممتدة بين أواخر القرن التاسع والقرن السابع قبل الميلاد، استأثرت المملكة المآنيّة بالنفوذ في منطقة بحيرة أورميا. وازدهرت المملكة السيمرية - السيسانية - الساكية في القرنين السابع والسادس قبل الميلاد في جنوب غرب أذربيجان. وفي السبعينيات من القرن السابع قبل الميلاد نشأت المملكة المآنيّة في أراضي أذربيحان ثم أطاحت بها المملكة الأخامينية الفارسية في منتصف القرن السادس قبل الميلاد.

6- ولعبت مملكة أتروباتين دوراً حيوياً في تاريخ أذربيجان، وهي المملكة التي ظهرت في الجزء الجنوبي من البلاد في العشرينيات من القرن السادس قبل الميلاد والتي كانت متأثرة كثيراً بالحضارة اليونان ية.

7- أما الدولة الألبانية القوقازية فتأسست في شمال أذربيحان في الألف الثالث قبل الميلاد، حيث كان يحدها نهر أراكسيس في الجنوب. ونجحت هذه الدولة في الصمود أمام الاعتداءات المتواصلة من جانب الدولة الأرمنية التي دمرها الرومان بعدئذ في عام 66 قبل الميلاد. وكا ن شعب ألبانيا يضم عدداً من الجنسيات المختلفة، التي كانت أغلبيتها تنطق باللغات التركية. واعتنقت ألبانيا المسيحية في عام 313. كما شملت أراضي ألبانيا الجزء الشمالي من كاراباخ، الذي كان يعرف عندئذ باسم أرتساخ.

8- وظلت ألبانيا طوال الفترة الممتدة بين القرنين ال أول والرابع الدولة المستقلة الوحيدة، عندما أصبحت كامل منطقة القوقاز تحت النير الروماني، وكانت الدولة المستقلة الوحيدة التي رافق استقلالها السياسي ازدهار العلم واللغة والأدب الألباني. وشهدت الفترة نفسها تزايد سطوة ونفوذ الكاثوليكوس الألبان المستقلة ذاتياً و الكنيسة الألبانية على وجه العموم، التي كانت مستقلة عن الكنائس المسيحية الأخرى بل ونشرت المسيحية في أوساط شعوب شمال القوقاز والشعوب الناطقة بالتركية.

9- وبعد الفتح العربي، أصبح الإسلام الديانة المهيمنة من أوائل القرن الثامن في أذربيجان. كما اعتنق معظم الأل بانيين الإسلام أيضاً ولم تتمسك سوى أقلية منهم بديانتها السابقة. وكانت جنوب القوقاز والكنيسة الألبانية، علاوة على الكنيسة الجورجية، قد قبلت، في ضوء نفوذ الإمبراطورية البيزنطية، المذهب القائل بثنائية السيد المسيح (السماوية والبشرية) قبل الفتح العربي بقليل. و بغية إقامة سدّ يمنع انتشار نفوذ البيزنطيين، وجهت الخلافة - بعد أن حصلت على مساعدة الكنيسة الأرمنية - الكنيسة الألبانية في اتجاه الوحدانية وأدخلتها في إطار منطقة نفوذ الكنيسة الجورجية الأرمنية الوحدانية، مما مهد الطريق أمام بسط السلطة الجورجية تدريجياً فيما بعد على الألبان الذين يعيشون في المناطق الجبلية من كاراباخ - أو أرتساخ.

10- وساعد تعايش سكان ألبانيا وأتروباتين ضمن حدود دولة واحدة وإيمانهم بالديانة نفسها على ضمان توحيد شعب أذربيجان. وغذت مفاهيم الحرية والاستقلال والمساواة الشاملة حركة الهورميت، التي ق ادها باباك، والتي ازدهرت في أذربيجان في أوائل القرن التاسع.

11- ونشأت، بعد ثورة السكان المحليين على الخلافة، عدة دول جديدة في أراضي أذربيجان في القرن التاسع، وكانت أكثرها قوة دولة شرفان، وعاصمتها شماخا، التي حكمتها سلالة شرفان شاه. وظلت هذه الدولة قائمة حت ى القرن السادس عشر وأدت دوراً في غاية الأهمية في تاريخ أذربيجان في العصور الوسطى. ومن ثم نشأت في أراضي أذربيجان دول "ساجد" "وسلارد" "ورفديد" المستقلة (وعاصمتها تبريز) وشداديد (وعاصمتها كانجا) والتي دامت من القرن التاسع وحتى القرن الحادي عشر.

12- وحكمت السل الة السلجوقية أذربيجان من نهاية القرن الحادي عشر. وكانت دولة أتبيك الديجيز هي الدولة ذات النفوذ في أذربيجان في الفترة 1136-1225.

13- وكان تقاسم السكان الأصليين في البلاد للغة تركية مشتركة وأصل تركي وتمسكهم بالدين الإسلامي نفسه هو الذي مهد الطريق لتوحيد الأ مة الأذربيجانية وهي عملية وصلت ذروتها في القرنين الحادي والثاني عشر. وشهدت الفترة نفسها أعظم ازدهار للثقافة الأذربيجانية، التي أورثت العالم مجموعة من الفلاسفة والمهندسين المعماريين والشعراء والباحثين العظام. وكان الإنجاز الأكبر للفكر الاجتماعي والثقافي الأ ذربيجاني في تلك الفترة هو أعمال نظامي غانجافي (1141-1209)، الشاعر والفيلسوف الذي تشكل أعماله جزءاً من كنوز الموروث الثقافي العالمي.

14- وشهد القرنان الثاني عشر والثالث عشر هيمنة إمارة "خاشن" في المناطق الجبلية من كاراباخ، التي حكمها ملوك ألبانيون. وبدأت م ع حكم حسن جلال (1215-1262) النهضة الألبانية وشهدت استكمال بناء مجمع رهابنة غندسازار، الذي أصبحت كاتدرائيته فيما بعد المركز الأول للكنيسة التي رأس حفل تكريسها كاثوليكوس ألبانيا.

15- ومن ثم أصبحت الدول الأذربيجانية، بدءاً من منتصف القرن الثالث عشر، تابعة لسل الة هولاجيد المنغولية (1258-1356). وفي منتصف القرن الرابع عشر، وفي أعقاب ثورة قام بها السكان المحليون للتخلص من نير الغزاة، استولى الزعماء الجلايريد الاقطاعيون المحليون على السلطة بدعم من طبقة النبلاء الأذربيجانية، وأسسوا دولة الجلايريد (1359-1410).

16- و تعرضت أذربيجان للغزو المتكرر منذ نهاية القرن الرابع عشر من قبل تيمورلنك وكانت مسرح المعارك التي دارت بينه وبين المغول.

17- وحكـمت سلالتـا كارا -كوينلو وآك كوينلو التركمانيتان أذربيجان في الفترتين 1410-1468 و1468-1501 وازدادت قوة أذربيجان في ظل حكمهما ازدي اداً كبيراً. وفي عام 1501 تشكلت دولة السفافيد في أذربيجان، وأخذت اسمها من السلالة الحاكمة، وكانت عاصمتها تبريز. وفي ظل حكم هذه السلالة، اتحدت جميع أراضي أذربيجان، للمرة الأولى في تاريخها، ضمن دولة أذربيجانية واحدة. وامتدت أراضي دولة سفافيد من نهر أمو داريا إلى نهر الفرات، ومن "دربنت" إلى شواطئ الخليج الفارسي. وتم تأسيس هذه الدولة وتطويرها على أنها دولة أذربيجانية أساساً وظلت كل السلطات السياسية في أيدي طبقة النبلاء الاقطاعيين الأذربيجانيين. وتم تعيين كبار موظفي البلاط، والقادة العسكريين وحكام الأقاليم من بي ن النبلاء الأذربيجانيين وكان الجيش يتألف من ميليشيا تضم أكثر العشائر الأذربيجانية قوة ونفوذاً. وكانت اللغة الأذرية هي اللغة الرسمية لدولة سفافيد. ومع نهاية القرن السادس عشر انتقلت عاصمة دولة سفافيد إلى أصفهان حيث اعتمد ملكها في المقام الأول على الدعم الذي وفرته لـه طبقة النبلاء الفرس. ومع أن الدولة كانت تحكمها سلالة أذربيجانية، فإنها أخذت تكتسب صبغة فارسية على نحو مطرد.

18- وفي الأربعينات من القرن الثامن عشر، عندما ضعفت السطوة التي يمارسها أباطرة الفرس على أراضي أذربيجان، تفككت البلاد وانقسمت إلى قرابة 20 خانة، وهي أردبيل، وباكو، وغانجا، ودربنت، ويريفان، وجواد، وكاراباخ، وكرداخ، وخويو، وماكو، ومارجين، وناخيشفان، وكوبا، وسالين، وسراب، وشرفان، وشاكي، وتبريز، وتاليش، وأورومي. وبالإضافة إلى هذه الخانات، تم تقسيم البلاد إلى مناطق أصغر لتصبح سلطنات كازاسمشاديل، و بورشالا، وإليزو، وأراكسس، وغوتغاشن، وغابلا. أما كاراباخ العليا التي كان يقطنها المسلمون الأذربيجانيون والمسيحيون الألبان، فكانت جزءاً لا يتجزأ من خانات كاراباخ الأذربيجانية، التي غطت الأراضي الواقعة بين نهري كورا وأراكسس. وكانت الدوقيات - أو "المماليكات" ا لمحلية، ديزاك، وفاراندا، وخاشين، وجيرابرد، وغوليستان، التي تقع كلها في المناطق الجبلية من كاراباخ، جزءاً أيضاً من هذه الخانات، وأدان سكانها بالولاء لها باعتبارهم أتباعاً ورعايا.

19- وفي نهاية القرن الثامن عشر وبداية الثلث الأول من القرن التاسع عشر، تنازعت الامبراطوريات الفارسية والروسية والعثمانية أذربيجان، حيث كانت كل واحدة منها ترغب في ضمان السيطرة على هذا البلد الذي يتمتع بميزات جغرافية وسياسية هامة تضفي عليه مزايا استراتيجية كبيرة. وثار عدد من الخانات للدفاع عن سيادتها بقوة السلاح، في حين أجبرت أخرى، في محاولة لحماية مصالحها الخاصة، على إبرام اتفاقات تجعلها مقاطعات تابعة فحسب.

20- وبذا تم في 14 أيار/مايو 1805 توقيع معاهدة بشأن ضفاف نهر كورا مع الخان الأذربيجاني، إبراهيم الخليل، وضعت بموجبها خانات كاراباخ الأذربيجانية المستقلة تحت السيطرة الروسية المطلقة . ولهذه المعاهدة صداها الخاص اليوم، حيث إنها تثبت أن كاراباخ كانت في الماضي جزءاً من أذربيحان.

21- وأسفرت أول حرب روسية فارسية في الفترة 1804-1813، تم التنازع فيها على السيطرة على خانات أذربيجان، عن أول تقسيم لأراضي أذربيجان بين روسيا وبلاد فارس. واعترفت معاهدة غولستان للسلام التي تم توقيعها بين روسيا وبلاد فارس في 12 تشرين الأول/أكتوبر 1813، اعترافاً قانونياً بضم خانات أذربيجان الشمالية فعلياً إلى روسيا في الفترة 1800-1806، فيما عدا ناخيشيفان ويريفان. وأدت الحرب الروسية الفارسية الثانية في الفترة 1826-182 8 إلى توقيع معاهدة السلام التركمانشانية في 10 شباط/فبراير 1828، التي تنازلت فيها بلاد فارس رسمياً عن مطالبتها بشمال أذربيجان واعترفت بضمها نهائياً، مع خانات ناخيشيفان ويريفان، إلى روسيا.

22- ومن الأهمية بمكان التشديد على أن الخانات الوارد ذكرها أعلاه، جميع ها بما فيها كاراباخ، ضمتها روسيا باعتبارها ممتلكات أذربيجانية خالصة. وكانت أذربيجانية من حيث إن الأغلبية العظمى من السكان الأذريين والتركيبة الإثنية لنخبتها الاقطاعية المهيمنة (الخانات نفسها) وكبار ملاك الأراضي، ورجال الدين إلخ.).

23- وبموجب معاهدة تركمان شاي ومعاهدة السلام المبرمة في إدرين عام 1829، تم نقل الأرمن الذين كانوا يعيشون عندئذ في بلاد فارس والإمبراطورية العثمانية إلى أذربيجان، واستقروا بصورة رئيسية في خانات ناخيشيفان ويريفان وكاراباخ.

24- ولذا يقول الباحث الروسي ك. شافروف أنه تم على مدى الفترة ا لواقعة بين عامي 1828 و1830 وحدها، نقل قرابة 000 40 أرمني فارسي و000 84 أرمني تركي إلى منطقة القوقاز، حيث تم توطينهم في أفضل أراضي السكان الأصليين في ليليسافيتبول (كاراباخ) ويريفان، حيث كان عدد سكان الأرمن قبل ذلك لا يكاد يستحق الذكر وحيث خصص لهم 000 200 دي سياتين (000 225 هكتار) من أراضي الدولة (3) .

25- وأورد الدبلوماسي والمؤلف المسرحي الروسي ألكسندر غريبودوف في مذكراته أنه: "تم توطين معظم الأرمن في أملاك الاقطاعيين المحمديين (...). وأخذ هؤلاء المستوطنون الجدد يزاحمون ويحشرون المحمديين (...) إلى خارج المنطقة. وقد أنعمنا النظر في المجلس الذي ينبغي منحه للمحمديين، كي نعوضهم عن هذه الإساءة ويقبلوا بها، وهي لن تكون طويلة الأمد، وكي نبدد أية مخاوف قد تساورهم من أن الأرمن سيستولون بصورة دائمة على الأراضي التي تم توطينهم فيها في بداية الأمر" (4) .

26- ويستخلص الأكاديمي الأمريكي وستون مكارثي الحقائق التالية عن توطين الأرمن في جنوبي القوقاز، وخصوصاً في أذربيجان. ففي الفترة الواقعة بين 1828 و1920، وفي محاولة لتطبيق سياسة يقصد منها تغيير الوضع الديمغرافي برمته في أذربيجان بحيث يصبح الأرمن أكثر عدداً من الأذريين، تم طرد أكثر من مليوني مسلم بالقوة وقتل عدد غير معروف منهم. وقام الروس في مناسبتين في عامي 1828 و1854 بغزو شرقي الأناضول ومن ثم غادروها في كلا الحالتين بعد أن أخذوا معهم 000 100 من المتعاطفين الأرمن إلى القوقاز، حيث حلوا محل الأتراك - أي الأذريين - الذين هاجروا أو توف وا.

27- وفي حرب 1877-1878، استولت روسيا على مقاطعة كارز - أردهان، وطردت منها السكان المسلمين ووطنت 000 70 أرمني في منازلهم. وعاود قرابة 000 60 أرمني الاستيطان في القوقاز الروسية خلال القلاقل في الفترة 1895-1896. وفي نهاية المطاف أسفرت حركات الهجرة إبان ال حرب العالمية الأولى عن تبادل يكاد يكون متساوياً ل‍ 000 400 أرمني من شرقي الأناضول مع 000 400 مسلم من القوقاز (5) .

28- وتفيد معلومات مكارثي، أنه بين 1828 و1920 تمت إعادة توطين قرابة 000 560 أرمني في أذربيجان. وبعبارة أخرى، ازدادت أعداد السكان الأرمن فعلياً ف ي الأراضي الأذربيجانية شمالي نهر أراكسس هذه الزيادة الدرامية بالفعل بعد استيلاء روسيا على جنوب القوقاز.

29- وبالعودة إلى كاراباخ، تبين السجلات الرسمية لعام 1810 - أي قبل ضمها إلى روسيا بقليل أنه كان في خانات كاراباخ قرابة 000 12 أسرة، منها 500 9 أسرة أذرية و500 2 أسرة أرمنية فقط (6) . ووفقا لما تفيده البيانات لعام 1823، فقد كان هناك مدينة واحدة في خانات كاراباخ - هي شوشا - وقرابة 600 قرية، منها 450 قرية أذرية وحوالي 150 قرية أرمنية، يبلغ مجموع عدد سكانها زهاء 000 90 نسمة. وكانت الأرقام النسبية الخاصة بالأسر ا لأذرية والأرمنية في شوشا هي 048 1 أسرة و747 أسرة على التوالي، وأما في الريف فكانت 902 12 أسرة و331 4 أسرة على التوالي (7) .

30- وكان الأرمن الذين قطنوا كاراباخ من سلالة السكان الألبانيين المحليين في واقع الحال، وقد تم إضفاء الصبغة الأرمنية عليهم إلى حد كبير. وبذا فإن الكاتب الأرمني ب. ايشخانيان يشير إلى أن قسماً من الأرمن الذين يقطنون ناغورني كاراباخ هم من السكان الأصليين، المتحدرين من الألبان القدامى، والقسم الآخر من اللاجئين من تركيا وبلاد فارس، والذين وفرت الأراضي الأذرية لهم ملجأ لهم من الاضطهاد والقمع (8) .

31- وبموجب مرسوم صدر عن القيصر نيقولا الأول في 21 آذار/مارس 1828، تم حل خانات ناخيشيفان ويريفان الأذرية والاستعاضة عنهما بكيان إداري جديد عرف باسم "المنطقة الأرمنية"، يديرها موظفون روس، وأُعيدت في عام 1849 تسمية المنطقة الأرمنية لتصبح مقاطعة ("غوبرنيه") يريفان.

32- وأقنع الأرمن السلطات الروسية، سعياً وراء تحقيق أهدافهم النهائية، بإلغاء البطريركية المسيحية الألبانية التي كانت تعمل في أذربيجان وتحويل ممتلكاتها إلى الكنيسة الأرمنية. وبعد فقدان السكان الألبان المحليين في المقاطعات الغربية من ألبانيا السابقة س يادة الدولة وهويتهم المذهبية المتميزة - في منطقة كاراباخ - التي استمر تدفق المستوطنين الأرمن إليها، تحولوا تدريحياً إلى إضفاء الصبغة الغريغورية أو الصبغة الأرمنية عليهم.

33- وبعد أحداث ثورة عام 1917 في روسيا، أصبحت عمليات تمزق وتجزئة البلاد أكثر وضوحاً، وك انت الظروف ملائمة لإقامة دول مستقلة في المناطق الإثنية النائية من الإمبراطورية الروسية السابقة. وبذا تم إعلان جمهورية أذربيجان الديمقراطية في 28 أيار/مايو 1918 على أراضي الجزء الشرقي من جنوب القوقاز - وهي أول ديمقراطية برلمانية في الشرق الإسلامي - وكتب لها أن تؤدي دوراً تاريخياً في إحياء وتكوين الشعور بالهوية الإثنية وبدولة الأمة الأذربيجانية.

34- وكان تطور الجمهورية الديمقراطية الأذربيجانية، كأمة وكدولة على السواء، يستند إلى مذهب "الأذربيجانية"، ويقوم على مبادئ المعاصرة والإسلام والطورانية التي ترمز إلى تط لعات الشعب الأذري في إحراز تقدم قائم على الحفاظ على الحضارة الإسلامية والثقافة التوركية والتمسك بهما وعلى الهوية الإثنية المستقلة.

35- هذا وقد استطاع البرلمان الأذري المتعدد الأحزاب في فترة وجوده القصيرة التي لم تدم سوى أقل من سنتين، وحكومة الائتلاف أيضاً اتخاذ عدد من الخطوات الهامة في عملية بناء الأمة وتطوير الدولة، وفي مجالات مثل التعليم وتكوين الجيش وتطوير النظامين المالي والاقتصادي المستقلين وضمان الاعتراف الدولي بالجمهورية الفتية بوصفها عضواً كامل العضوية في أسرة الشعوب الدولية. وقد اعترف في 11 كانون ا لثاني/يناير 1920 من مؤتمر السلام في باريس وبموجب معاهدة فرساي، اعترافاً بحكم الواقع باستقلال الجمهورية الأذربيجانية، التي كان قد أرسل 20 بلداً ممثلين عنهم إلى عاصمتها باكو.

36- غير أنه في أواخر عام 1919 وأوائل عام 1920، تدهور الوضع السياسي للجمهورية الديمق راطية الأذربيجانية، في الداخل والخارج - تدهوراً شديداً. حيث وجد البلد نفسه محور صراع شرس بين بلدان "حلف الوفاق"، وهي تركيا وروسيا وإيران، التي كانت تسعى لتحقيق أهدافها الجيوبوليتيكية الخاصة في هذه المنطقة الشديدة الأهمية استراتيجياً والغنية بالبترول. واتخذ ت الحكومة البولشفية للجمهورية الاشتراكية الاتحادية الروسية قراراً سياسياً بعدم الاعتراف بالجمهورية الديمقراطية الأذربيجانية، ونشرت الجيش الأحمر الحادي عشر على حدود الجمهورية الأذربيجانية في ربيع عام 1920، وكان العدوان الذي شنته أرمينيا تحت حكم الطاشناق على أذربيجان في كاراباخ وزانجيزور، والأعمال الإرهابية من جانب الجماعات الأرمنية والبولشفية ضد السكان الأذريين الآمنين في داخل أذربيجان والأزمة الاجتماعية والاقتصادية تكتنف البلاد وتهز أركانها - فشكلت كلها عوامل تضافرت لتسفر عن إضعاف الجمهورية الديمقراطية الأذ ربيجانية واحتلال عاصمتها من جانب الجيش الحادي عشر في 27-28 نيسان/أبريل 1920. وكما يتبين من برقية موجهة من هيئة أركان الجيش على الجبهة القوقازية إلى قيادة الجيش الحادي عشر، مؤرخة 1 أيار/مايو 1920، فإن قوات الجمهورية الاشتراكية الاتحادية الروسية تلقت تعليمات بالاستيلاء على كامل أراضي أذربيجان الواقعة ضمن حدود الإمبراطورية الروسية السابقة، ولكن دون عبور الحدود الفارسية.

37- وكانت السنوات السبعون التي شكلت خلالها أذربيجان جزءاً من اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية مرحلة جديدة وهامة في تطوير مفهوم الدولة ال أذربيجانية، وأحرزت فيها جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية التقدم في نموها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي. وشهدت الفترة السوفياتية في الوقت نفسه العديد من الاتجاهات السلبية في أذربيجان، كما كان عليه الأمر في أماكن أخرى على نطاق اتحاد الجمهوريات الاشتراك ية السوفياتية بأسر ه.

38- أما على المستوى الاقتصادي، فقد أصبحت البلاد خزاناً للوقود والمواد الخام والمنتجات الزراعية للاقتصاد السوفياتي. وعلى المستوى الثقافي، قطع فرض الأبجدية السيرلية بدلاً عن الأبجدية اللاتينية كل صلة للبلد مع منبع الأدب والثقافة الأذربيج انية. ولم يأل النظام السوفياتي جهداً في سبيل قمع أية محاولات من جانب المخابرات الأذرية لإظهار هويتها الإثنية المستقلة ودراسة التاريخ الحقيقي لبلادها.

39- وخلال الحقبة السوفياتية، اقتطعت أراضي زانجيزور، وجاكشا، وجزء من ناشيفيان ومقاطعات أخرى من أذربيجان وأُ لحقت بأرمينيا المجاورة. وكانت نتيجة ذلك أن مساحة البلاد التي وصلت في عهد الجمهورية الديمقراطية الأذربيجانية، في عام 1920، إلى 000 114 كيلومتر مربع اختزلت خلال الفترة 1920-1921 إلى 600 86 كليومتر مربع. وعلاوة على ذلك فقد تم في 7 تموز/يوليه 1923 بمبادرة من ق ادة الحزب البولشيفي في موسكو اقتطاع ما يسمى بإقليم ناغورني كاراباخ المستقل ذاتياً، ذي الأغلبية الأرمنية، بصورة مصطنعة من جزء من أراضي إقليم كاراباخ التاريخية، والذي كانت أغلبية سكانه من الأذريين. وشكل هذا القرار الخطوة الأولى في الحملة السياسية لاجتثاث ناغ ورني كاراباخ وبتره عن بقية أذربيجان.

40- وفي الفترة 1988-1990، قامت الحركة الديمقراطية القومية في أذربيجان بحملة نشطة لاستعادة استقلال البلاد. وأُرسلت وحدات من الجيش السوفياتي إلى باكو لقمع هذه الحركة، في 20 كانون الثاني/يناير 1990، بموافقة من القيادة السو فياتية التي كان يرأسها مخائيل غورباتشوف، وقامت هذه القوات بعمليات انتقامية اتسمت بوحشية لا مثيل لها، مخلّفة وراءها مئات المواطنين الأذريين الأبرياء بين قتيل وجريح. وأُعلنت حالة الطوارئ في البلاد وظلت سارية المفعول حتى منتصف عام 1991. ولكن على الرغم من هذه النكسات، وصل الكفاح الذي لا يعرف الكلل لنيل الاستقلال من جانب القوى الوطنية للشعب الأذري ذروته في 31 آب/أغسطس 1991 بإصدار إعلان من المجلس الأعلى لجمهورية أذربيجان باستعادة الاستقلال الوطني لجمهورية أذربيجان.

41- وفي 18 تشرين الأول/أكتوبر 1991 صدر القانون ا لذي يؤسس لاستقلال دولة جمهورية أذربيجان، ينص على أسس الحكم في أذربيجان المستقلة ويحدّد مبادئ نظامها السياسي والاقتصادي. وأصبحت جمهورية أذربيجان بموجب هذا القانون مرة ثانية وبعد انقضاء 71 عاماً كياناً مستقلاً خاضعاً للقانون الدولي.

باء - دستور جمهورية أذربي جان

42- تم في أعقاب استفتاء جرى في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 1995، إقرار الدستور الجديد للجمهورية الأذربيجانية الذي دخل حيز التنفيذ في 5 كانون الأول/ديسمبر 1995. وأُعد تطوير القانون الأساسي للبلاد بما يتفق مع المبادئ والمعايير الأساسية للقانون الدولي.

43- وتن ص المادة الأولى من الدستور على أن "الشعب الأذري في جمهورية أذربيجان، هو المصدر الوحيد لسلطات الدولة".

44- وبموجب المادة 2 من الدستور، يمارس شعب أذربيجان حقه السيادي بصورة مباشرة من خلال الاقتراع العام (الاستفتاءات) على الصعيد الوطني وعن طريق ممثلين يتم انت خابهم على أساس حق الاقتراع العام السري والحر والمباشر والمتساوي والشخصي.

45- وتنص المادة 7 من الدستور على أن الدولة الأذربيجانية جمهورية ديمقراطية دستورية علمانية وحدوية. ولا يحد من سلطة الدولة في المسائل المحلية في أذربيجان سوى القانون النافذ في البلاد أم ا الشؤون الخارجية فهي تخضع للأحكام الناشئة عن المعاهدات الدولية التي تشكل جمهورية أذربيجان طرفاً فيها. وتستند سلطة الدولة في جمهورية أذربيجان إلى مبدأ توزيع السلطات على النحو التالي:

(أ) السلطة التشريعية التي يمارسها المجلس الملّي (البرلمان) في جمهورية أذ ربيجان؛

(ب) السلطة التنفيذية التي يضطلع بها رئيس جمهورية أذربيجان؛

(ج) السلطة القضائية التي تضطلع بها محاكم جمهورية أذربيجان.

وعملاً بأحكام الدستور تتفاعل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية إحداها مع الأخرى وتظل مستقلة ضمن نطاق ولاية كل منها.

46- وتن ص المادة 8 من الدستور على أن رئيس جمهورية أذربيجان هو رئيس الدولة.

47- وسعياً إلى تنظيم إدارة السلطة التنفيذية، يشكل رئيس الجمهورية مجلس وزراء، يعمل باعتباره الجهاز الأعلى للسلطة التنفيذية لرئيس الجمهورية ويكون مسؤولاً أمام رئيس الدولة وتابعاً له.

48- وتنص المادة 125 من الدستور، على أن السلطة القضائية في أذربيجان تمارسها المحاكم وحدها وعلى أساس الإجراءات المتعارف عليها. وتتألف المحاكم من المحكمة الدستورية، والمحكمة العليا، والمحكمة الاقتصادية والمحاكم العامة والخاصة.

جيم - عدوان جمهورية أرمينيا على جمهورية أذربيجان

49- واجهت أذربيجان حتى عندما كانت لا تزال جزءاً من اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية تهديدات ضد سلامة أراضيها وأمنها. ففي شباط/فبراير 1988 اتخذ المجلس الإقليمي في إقليم ناغورني كاراباخ المستقل ذاتياً التابع لجمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفي اتية قراراً، دون مشاركة أي من النواب الأذريين، بانفصال إقليم ناغورني كاراباخ المستقل ذاتياً عن أذربيجان وإلحاقه بأرمينيا. وفي 1 كانون الأول/ديسمبر 1989، اتخذ مجلس السوفيات الأعلى لجمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفياتية قراراً، لم يتم إلغاؤه أبداً، بضم إقليم ناغورني كاراباخ في أذربيجان إلى أرمينيا. وتناقض هذه القرارات دستوري اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية وجمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية على حد سواء.

50- وفي عام 1988 بدأ طرد الأذريين الذين يعيشون في أرمينيا من البلاد. وثبت أن السلطات السوفياتية لم تكن قادرة على وضع حد لهذه التصرفات غير الدستورية من جانب أرمينيا أو منع الحملات التي تشنها التشكيلات شبه العسكرية وجماعات الإرهابيين على أراضي أذربيجان. وعند اندلاع النزاع على إقليم ناغورني كاراباخ في أول مرة، كان هناك 100 186 نسمة يعيشون في الإقليم، م نهم 600 138 من الأرمن (73.5 في المائة) و500 47 من الأذريين (25.3 في المائة).

51- وبدأت العمليات العسكرية الكاملة النطاق في أواخر عام 1991 وأوائل عام 1992. وشنت الوحدات العسكرية الأرمنية عمليات حربية في إقليم ناغورني كاراباخ مستخدمة فيها أحدث الأسلحة مما أ سفر في شباط/فبراير 1992 عن احتلال مدينة خوشالي، حيث قُتل أكثر من 600 مدني، بمن فيهم النساء والأطفال والمسنون وعن احتلال مدينة شوشا ومقاطعة شوشا في أيار/مايو 1992. وفي أعقاب هذه الأعمال تم طرد كافة السكان الأذريين من إقليم ناغورني كاراباخ واستكمل احتلال أرا ضيه. وبسقوط لاشين في أيار/مايو 1992، انتهت عملية ضم أراضي إقليم ناغورني كاراباخ إلى أرمينيا.

52- واتسعت بعد ذلك الأعمال العدائية في كامل أراضي أذربيجان وتجاوزت الحدود الإدارية لإقليم ناغورني كاراباخ، وانتقلت عبر الحدود الأرمنية الأذرية أيضاً. وتم احتلال أر مينيا لست مقاطعات أذرية أخرى.

53- وأسفر العدوان الأرمني ضد جمهورية أذربيجان عن احتلال أكثر من 000 17 كيلومتر مربع من أراضيها تشكل قرابة 20 في المائة من أراضي البلاد وعن إصابة أكثر من 000 50 نسمة بجروح أو بأنواع العجز والإعاقة، وعن قتل أكثر من 000 18 نسمة و نهب أو تدمير 877 مستوطنة و000 100 منزل وأكثر من 000 1 مرفق اقتصادي وما يزيد عن 600 مدرسة وكلية و250 مركزاً طبياً ومعظم المعالم المعمارية الواقعة في المنطقة المحتلة. وكانت نتيجة العدوان الأرمني حدوث عمليات التطهير العرقي ضد الأذريين، وذلك من أراضي أرمينيا ن فسها ومن الأراضي الأذرية المحتلة، فأصبح هناك قرابة مليون لاجئ ومشرد داخلياً في أذربيجان.

دال - محاولات التوسط لتسوية النزاع

54- بدأت محاولات الوساطة لتسوية النزاع الأرمني الأذري في شباط/فبراير 1992 في إطار مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا. وفي اجتماع مجلس وز راء مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا في هلسنكي في 24 آذار/مارس 1992 قرر المجلس عقد مؤتمر في "مِنسك" بخصوص ناغورني كاراباخ، وذلك برعاية مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا باعتباره الهيئة التفاوضية الدائمة للتوصل إلى تسوية سلمية للنزاعات على أساس المبادئ والالتزام ات والأحكام التي وضعها المؤتمر.

55- وأدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة احتلال أراضي جمهورية أذربيجان في قراراته 822(1993) المؤرخ 30 نيسان/أبريل 1993، و853(1993) المؤرخ 29 تموز/يوليه 1993، و874(1993) المؤرخ 14 تشرين الأول/أكتوبر 1993 و884(1993) المؤرخ 12 تشرين الثاني/نوفمبر 1993، وأعاد التشديد فيها على ضرورة احترام سيادة جمهورية أذربيجان وسلامة أراضيها وحرمة حدودها وعدم جواز استخدام القوة لاحتياز أية أراض، وطلب وقف الأعمال العدوانية المسلحة والأعمال العدائية على الفور، فضلاً عن الانسحاب الفوري والتام وغير المشروط لكافة قوات الاحتلال من المقاطعات المحتلة في أذربيجان.

56- وبدأ تطبيق وقف لإطلاق النار منذ أيار/مايو 1994. وتقررّ في مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا الذي انعقد على مستوى القمة في بودابست في 5 و6 كانون الأول/ديسمبر 1994، أن يبدأ رؤساء دول وحكومات الب لدان الأعضاء في مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا عملية برئاسة مشتركة لرئيسي مؤتمر مِنسك بغية تنسيق جميع الجهود للتوسط لإصدار قرار بشأن النزاع في إطار مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا. وكلف مؤتمر قمة بودابست رئيس مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا حينذاك بمهمة إجرا ء مفاوضات لإبرام اتفاق سياسي بشأن وقف النزاع المسلح الذي يزيل تنفيذه أهم العواقب الناجمة عن النزاع ويسمح بعقد مؤتمر منسك. كما اتخذ مؤتمر القمة قراراً بنشر قوة متعددة الجنسيات لحفظ السلام تابعة لمؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا، وذلك بعد اتفاق الطرفين على وقف النزاع المسلح، وعقد اجتماع لفريق تخطيط رفيع المستوى لإعداد عملية حفظ السلام المزمع تنفيذها.

57- وتم وضع المبادئ التالية في مؤتمر قمة لشبونه لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، من أجل تسوية النزاع المسلح، وفق ما أوصى به الرؤساء المشاركون لفريق مِنسك التابع لم نظمة الأمن والتعاون في أوروبا وأيدته جميع الدول الأعضاء في المنظمة باستثناء أرمينيا:

(أ) السلامة الإقليمية للجمهورية الأرمنية والجمهورية الأذربيجانية؛

(ب) الوضع القانوني لناغورني كاراباخ كما يتم تعريفه في اتفاق قائم على تقرير المصير، وتوفير أقصى حد ممكن من الحكم الذاتي لناغورني كاراباخ داخل أذربيجان؛

(ج) ضمان أمن ناغورني كاراباخ وجميع سكانها، ويشمل ذلك تحمل المسؤولية المشتركة عن ضمان تقيد كافة الأطراف بأحكام التسوية.

58- وبدأت في عام 1999 مباحثات مباشرة بين رئيسي أرمينيا وأذربيجان لكنها لم تتح لها فرصة ا لتوصل إلى أية تسوية للنزاع بسبب الموقف السلبي الذي اتخذه الطرف الأرمني. وعلى الرغم من الشروط الواضحة والصريحة التي وضعها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمنظمات الأخرى، ما تزال أرمينيا تحتل حتى يومنا هذا مناطق من أذربيجان وتزيد من قوتها العسكرية في تلك ا لمناطق.

ثالثاً - الإطار القانوني العام لضمان حماية حقوق الإنسان

59- تنص المادة 12 من دستور جمهورية أذربيجان على أن الغاية الأسمى للدولة هي دعم حقوق الإنسان والحقوق والحريات المدنية.

60- ويكرس الفصل الثالث من الدستور لحقوق الإنسان والحقوق والحريات المدنية ا لأساسية. ويضم الفصل المواد التالية:

المادة 24 المبدأ الذي تقوم عليه حقوق الإنسان والحقوق والحريات المدنية

المادة 25 الحق في المساواة

المادة 26 حماية حقوق الإنسان والحقوق والحريات المدنية

المادة 27 الحق في الحياة

المادة 28 الحق في الحرية

المادة 29 حق ملكية العقارات

المادة 30 حق الملكية الفكرية

المادة 31 الحق في العيش بأمان

المادة 32 الحق في الحرمة الشخصية

المادة 33 الحق في حرمة البيوت

المادة 34 الحق في الزواج

المادة 35 الحق في العمل

المادة 36 الحق في الإضراب

المادة 37 الحق في الراحة وأوقات الفراغ

المادة 38 ا لحق في الضمان الاجتماعي

المادة 39 الحق في العيش في بيئة صحية

المادة 40 الحق في الثقافة

المادة 41 الحق في حماية الصحة

المادة 42 الحق في التعليم

المادة 43 الحق في السكن

المادة 44 الحق في الهوية الإثنية

المادة 45 الحق في استخدام اللغات المحلية

المادة 46 الحق في حماية الشرف والكرامة

المادة 47 حرية الفكر والتعبير

المادة 48 حرية الضمير

المادة 49 حرية التجمع

المادة 50 حرية الإعلام

المادة 51 حرية الإبداع

المادة 52 الحق في الجنسية

المادة 53 ضمان الحق في الجنسية

المادة 54 الحق في المشاركة في الحياة السياسية للمجتمع و الدولة

المادة 55 الحق في المشاركة في إدارة الدولة

المادة 56 الحق في الاقتراع

المادة 57 الحق في الاستئناف

المادة 58 الحق في تكوين الجمعيات

المادة 59 الحق في مزاولة الأعمال الحرة

المادة 60 الضمانات القضائية للحقوق والحريات

المادة 61 الحق في المساعدة القانوني ة

المادة 62 مبدأ عدم تغيير السلطة القضائية للمحاكم

المادة 63 افتراض البراءة

المادة 64 مبدأ عدم إدانة أي شخص مرتين عن الجريمة نفسها

المادة 65 الحق في إعادة الاستئناف أمام المحاكم

المادة 66 مبدأ عدم إجبار أي شخص على الشهادة ضد أحد أقربائه

المادة 67 حقوق المو قوفين والمحتجزين والمتهمين

المادة 68 الحق في رفع الدعاوى للحصول على تعويض عن الأضرار

المادة 69 حق الأجانب وعديمي الجنسية

المادة 70 الحق في اللجوء السياسي

المادة 71 حماية حقوق الإنسان والحقوق والحريات المدنية

61- وقد أجريت عملية إصلاحات قانونية وقضائية سريع ة في أذربيجان، شملت اعتماد صكوك من قبيل القانون الجنائي، وقانون الإجراءات الجنائية والقانون المدني وقانون الإجراءات المدنية وقانون تنفيذ العقوبات الجزائية. وتم بالإضافة إلى ذلك اعتماد قوانين لكل من المحكمة الدستورية والمحاكم والقضاة، ونظام النيابة العامة، والمحاماة والسلك القضائي والشرطة وغيرها من المسائل الهامة. وتم وضع نظام قضائي من ثلاث مراحل أُعيد تنظيمه بصورة كلياً. وجرى انتقاء قضاة جدد على أساس الامتحانات وتعيينهم في وظائفهم. وتم تغيير نظام السجون في البلاد بحيث يتمشى مع المعايير الدولية النافذة.

62- وسن قانون لإنشاء مكتب أمين المظالم وأُدخلت تعديلات على قوانين لجنة الانتخابات المركزية ووسائط الإعلام. وأُجريت التغييرات المناسبة في قوانين البلاد بغية مراعاة آراء وتوصيات المنظمات الدولية.

63- ويتناول الفرع الثامن من القانون الجنائي الأذربيجاني، الذي دخل حيز التنفيذ في 1 أيلول/سبتمبر 2000، الجرائم المرتكبـة ضـد الأفـراد. ويتضمن فصولاً عن الجرائم المرتكبة ضد الحياة والصحة (الفصل 18، المواد 120-143)، وحرية الفرد وكرامته (الفصل 19 المواد 144-148)، والحرمة الجنسية والحرية الجنسية للأفراد (الفصل 20، المـواد 149 -153) وحقـوق الإنسان والحقـوق والحريات المدنية الدستورية (الفصل 21، المواد 154-169)، والمسائل المتعلقة بالأحداث والأسر (الفصل 22، المواد 170-176).

64- كذلك ترد تفاصيل إجراءات توفير سبل الدفاع القانوني في قانون الإجراءات الجنائية، وقانون تطبيق العقوبات الجز ائية وفي القوانين المتعلقة بالنظر في طلبات المواطنين، المؤرخة 10 حزيران/يونيه 1997. وقانون التعويض عن الإصابة التي تلحق بالأفراد بسبب التصرفات غير القانونية إبان التحقيقات الأولية، والتحريات قبل المحاكمة، ومن جانب سلطات النيابة العامة والقضاء، المؤرخ 29 كا نون الأول/ديسمبر 1998؛ وقانون رفع الدعاوى أمام المحاكم فيما يتعلق بالقرارات والإجراءات أو أوجه الإهمال التي تنتهك حقوق المواطنين وحرياتهم، المؤرخ في 11 حزيران/يونيه 1999.

65- وتنص المادة 1 من قانون التصرفات غير القانونية من جانب سلطات التحقيقات الأولية، وا لتحريات قبل المحاكمة، والنيابة العامة والقضاء (التعويض للأفراد)، على ضرورة دفع التعويضات لقاء أي أذى يلحق بالفرد في أراضي جمهورية أذربيجان بسبب تصرفات غير قانونية من قبل سلطات التحقيقات الأولية والتحريات قبل المحاكمة أو سلطات النيابة العامة أو المحاكم في ا لبلاد. ويتضمن القانون قائمة بالتصرفات غير القانونية.

66- وينص قانون الأحكام والإجراءات أو حالات الإهمال التي تعد مخالفة للحقوق والحريات المدنية (الشكاوى المقدمة للمحاكم) على قواعد تقديم الطعون في المحاكم ضد الأحكام والإجراءات أو أوجه الإهمال التي تنتهك الح قوق والحريات التي يتمتع بها المواطنون الأذريون والتي أقرها الدستور وأقرتها المعاهدات الدولية التي أصبحت جمهورية أذربيجان طرفاً فيها كما يتضمن القانون أحكاماً بشأن الإجراءات القضائية لتعزيز حقوق وحريات المواطنين.

67- وعملاً بالمادة 1 من قانون لأحكام والإجرا ءات أو حالات الإهمال التي تنتهك الحقوق والحريات المدنية (الشكاوى المقدمة للمحاكم) على أن لجميع مواطني جمهورية أذربيجان الذين يعتبرون أن حقوقهم وحرياتهم قد انتهكت نتيجة لاتخاذ قرارات أو القيام بأفعال أو الامتناع والإغفال من جانب سلطات الدولة أو السلطات المح لية أو المؤسسات التجارية أو المؤسسات أو المنظمات أو الاتحادات الطوعية أو الموظفين، الحق في التقدم باستئناف أمام المحاكم. ويجوز للأجانب ولعديمي الجنسية التقدم إلى المحكمة المناسبة بالطريقة التي ينص عليها القانون، باستثناء ما نص عليه خلاف ذلك في المعاهدات ال دولية التي أصبحت جمهورية أذربيجان طرفاً فيها.

68- ويعتبر أي حكم صادر عن محكمة من المحاكم يدخل حيز التنفيذ ملزماً لجميع السلطات الحكومية والمحلية والمؤسسات والجهات والمنظمات والاتحادات والموظفين الطوعيين. وفي حالة عدم الامتثال لحكم صادر عن المحكمة، تتخذ الم حكمة التدابير المناسبة، حسبما ينص عليه التشريع الأذربيجاني (انظر المادة 7 من قانون الأحكام والإجراءات والأفعال أو أوجه الإغفال التي تنتهك الحقوق والحريات المدنية (الشكاوى المقدمة للمحاكم).

69- وينص قانون الأطراف في الدعاوى الجنائية (حماية الدولة) المؤرخ 11 كانون الأول/ديسمبر 1998 على نظام للتدابير الرامية لضمان السلامة والحماية الاجتماعية للضحايا وللشهود في الدعاوى الجنائية والأطراف الأخرى في هذه الدعاوى. أما تدابير الأمان التي يحددها هذا القانون فتنطبق في أي وقت لا يمكن ضمان أمان هؤلاء الأشخاص فيه بأية وسا ئل أخرى.

70- وجمهورية أذربيجان طرف في كافة معاهدات حقوق الإنسان المتعددة الأطراف الرئيسية وتقدم تقارير منتظمة عن تنفيذ أحكام تلك المعاهدات إلى هيئات المعاهدات ذات الصلة.

71- وصادق برلمان أذربيجان في 25 كانون الأول/ديسمبر 2001 على الاتفاقية الأوروبية لحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية.

72- ويمكن بموجب النظام القانوني الأذربيجاني، الاستشهاد بأحكام المعاهدات الدولية في المحاكم وفي الأجهزة الإدارية الأخرى.

73- وعملاً بالفقرة 2 من المادة 12 من الدستور الأذربيجاني، تتم ممارسة حقوق الإنسان والحقوق والحريات المد نية الوارد ذكرها في الدستور وفقاً للمعاهدات الدولية التي أصبحت جمهورية أذربيجان طرفاً فيها.

74- وتنص الفقرة 2 من المادة 148 من الدستور على أن المعاهدات الدولية التي أصبحت جمهورية أذربيجان طرفاً فيها تشكل جزءاً لا يتجزأ من النظام التشريعي في جمهورية أذربيجا ن.

75- وتنص المادة 151 من الدستور على أنه، في حالة أي تضارب بين القوانين واللوائح التي تشكل جزءاً من القانون الأذربيجاني (فيما عدا الدستور والقوانين المعتمدة بالتصويت في استفتاء) وأحكام المعاهدات الدولية التي تصبح جمهورية أذربيجان طرفاً فيها، تكون الأسبقي ة لأحكام المعاهدات الدولية.

76- ووفقاً للمرسوم الجمهوري المؤرخ 22 شباط/فبراير 1998 بشأن التدابير الواجب اتخاذها لتعزيز حقوق الإنسان والحقوق والحريات المدنية، فإن مجلس وزراء جمهورية أذربيجان والمكتب التنفيذي التابع لرئيس الجمهورية يتحملان المسؤولية، إلى جان ب السلطات الحكومية ذات الصلة، عن اتخاذ الخطوات الضرورية فيما يتعلق بالإصلاحات القانونية الجارية حالياً، لضمان تساوق قوانين ولوائح البلاد تماماً مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.

77- وبهدف النهوض بحقوق الإنسان وحمايتها، أصدر رئيس جمهورية أذربيجان عدداً من المراسيم، بما فيها مرسوم ببرنامج حكومي لحقوق الإنسان؛ ومرسوم بشأن اتخاذ تدابير إضافية لتعزيز حرية التعبير والرأي والإعلام؛ ومرسوم بشأن الاحتفالات بالذكرى السنوية الخمسين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

78- وفي شباط/فبراير 1998، وبناء على توصية من رئيس الجمهورية، قام البرلمان الأذربيجاني بإلغاء عقوبة الإعدام في أذربيجان.

79- وبموجب قانون المعاهدات الدولية لجمهورية أذربيجان (إجراءات الإبرام والتطبيق والانسحاب) يشترط أن تمتثل جمهورية أذربيجان امتثالاً تاما للمعاهدات الدولية التي أبرمتها وفقاً لقواعد القان ون الدولي.

80- وينص هذا القانون في المادة 17 منه على أن يتحمل مجلس الوزراء والوزراء واللجان الحكومية والإدارات وغيرها من الوكالات الحكومية في جمهورية أذربيجان، التي تتمتع بسلطة قضائية في مختلف المسائل التي تحكمها المعاهدات الدولية التي أبرمتها البلاد، مسؤو لية ضمان الامتثال للالتزامات التي تم التعهد بها بموجب هذه المعاهدات.

رابعا- الإعلام والدعاية

81- تنص المادة 25 من قانون المعاهدات الدولية لجمهورية أذربيجان (إجراءات الإبرام والتطبيق والانسحاب) على نشر المعاهدات الدولية التي صدقت عليها جمهورية أذربيجان واعت مدتها أو تبنتها وفقاً لأحكام هذا القانون، أو المعاهدات الدولية التي انضمت إليها جمهورية أذربيجان، بناءً على طلب من وزارة الخارجية، في الجريدة الرسمية الحكومية لجمهورية أذربيجان. وتنشر المعاهدات الدولية لجمهورية أذربيجان التي تم وضع نصوصها الأصلية باللغات ا لأجنبية بإحدى هذه اللغات إلى جانب ترجمة رسمية إلى اللغة الأذرية.

82- وتنص المادة 26 من القانون نفسه على قيام وزارة الخارجية بتسجيل جميع المعاهدات الدولية لجمهورية أذربيجان في سجل المعاهدات الدولية لجمهورية أذربيجان. وتضطلع وزارة الخارجية أيضاً بمسئولية تسج يل جميع المعاهدات الدولية للبلاد في أمانة الأمم المتحدة أو لدى المكاتب ذات الصلة في المنظمات الدولية الأخرى.

83- وتضم دوائر وزارة العدل إدارة للإعلان التشريعي والقانوني، ويعد اتخاذ تدابير توعية عامة تتصل بالمسائل القانونية من مسؤولياتها. وتحقيقاً لهذه الغ اية ينشر موظفو الدائرة مقالات في الصحافة ويقدمون عروضاً في التلفزيون.

84- وتقوم الحكومة بإعداد تقارير جمهورية أذربيجان بموجب المعاهدات الدولية لحقوق الإنسان التي تعد البلد طرفاً فيها وذلك وفقاً للمراسيم الجمهورية وقرارات مجلس الوزراء، وتقدم وزارة الخارجية هذه التقارير إلى الأمين العام للأمم المتحدة.

85- ولإعداد هذه التقارير، يشكل فريق عامل بأمر رئاسي، يضم في عضويته ممثلين عن الوكالات الحكومية ذات الصلة. ويستعان بخدمات ممثلي المنظمات غير الحكومية والخبراء المستقلين أيضاً لدى إعداد هذه التقارير.

86- وتغطى عمل ية إعداد هذه التقارير وتقديمها من الوفود الحكومية إلى هيئات المعاهدات التابعة للأمم المتحدة تغطية واسعة النطاق في وسائل الإعلام.

87- وفي عام 1998، ساعدت اللجنة الوطنية الأذربيجانية لليونيسكو، في وضع مؤلف باللغة الأذرية يجمع معاهدات حقوق الإنسان للأمم المتح دة.

88- وفي عام 2001 أصدرت وزارة العدل كتاباً يجمع صكوك حقوق الإنسان بما فيها المعاهدات الدولية والمراسيم الرئاسية وأوامر وزير العدل المتصلة بحقوق بالإنسان ومنع التعذيب واحترام حقوق المحكومين في أماكن الاحتجاز، وفقاً للمعايير الدولية. والقصد من هذا التجميع هو أن تستخدمه جميع وكالات إنفاذ القوانين والمرافق الإصلاحية والمحاكم في البلاد.

89- ويتم بصـورة منتظمة نشر ترجمات باللغة الأذرية للصكوك الدولية لحقوق الإنسان وكذلك مقالات علمية عـن مختلـف جوانـب القانـون الدولي لحقوق الإنسان وذلك في الجريدتينVozrozhdenie- XXI vek وMezhdunarodnoe pravo، اللتين يصدرهما معهد بناء الأمة والشؤون الدولية ورابطة القانون الدولي والعلاقات الدولية.

90- كذلك يتضمن برنامج المساعدة التقنية لأذربيجان الذي بدأت بتطبيقه مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أحكاماً تنص على تعميم المعلومات عن الصكوك الدولية لحقوق الإنسان.

الحواشي

(1)Tadeusz Swietochowski, Russia and Azerbaijan: A Borderland in Transition (New York, Clolombia University Press, 1995), p.1..

(2) Trud, 26 April 1995.

(3)K.N. Shavrov, Novaya ugroza russkomu delu v Zakavkazye: rasprodazha Mugani inorodtsam, St. Petersburg, 1911..

(4)A.S. Griboedov, Gore ot uma. Pis'ma i zapiski, Baku, 1989, p. 387..

(5)Justin McCarthy, "Armenian terrorism: History as poison and antidote", in: Proceedings of the Symposium on International Terror ism, Ankara, 1984, pp. 85-94..

(6) Prisoedinenie vostochnoi Armenii k Rossii, vol. 1, Yerevan, 1972, p. 562.

(7) Opisaniya Karabakhskoi provintsii, sostavlennogo v 1823 g. deistvitenl'nym statskim sovetnikom Mogilevskim I polkovnikom Ermolovym, Tiflis, 1866..

(8)B.Ishkhanian, Narodnosti Kavkaza, PETROGRAD, 1916..

- - - - -